عند الحديث عن الأمراض الشائعة التي تصيب الكلاب، يجب أن نضع في اعتبارنا أن الكلاب كغيرها من الكائنات الحية، قد تتعرض لمجموعة متنوعة من الأمراض والمشكلات الصحية. يمكن تقسيم هذه الأمراض إلى عدة فئات بناءً على طبيعتها وأسبابها وتأثيراتها على صحة الكلب. سنلقي نظرة على بعض الأمراض الأكثر شيوعاً التي تؤثر على الكلاب:
الالتهابات الجلدية:
الالتهابات الجلدية عند الكلاب هي حالات شائعة تنجم عن عدة أسباب مثل التهيجات البيئية، الحساسية للطعام، الحساسية للفلين، العدوى الفطرية أو البكتيرية، والطفيليات مثل القراد والبراغيث. تتضمن الأعراض احمرار الجلد، الحكة المستمرة، تقشر الجلد، تورم الجلد، وظهور الطفح الجلدي. من المهم الاهتمام بنظافة الكلب وصحة جلده، وتوفير بيئة نظيفة وجافة. في حالة ظهور أي من هذه الأعراض، يُنصح بزيارة الطبيب البيطري لتقديم التشخيص الدقيق والعلاج المناسب، والذي قد يتضمن استخدام الأدوية المضادة للالتهابات، والمضادة للفطريات أو البكتيريا، بالإضافة إلى التدابير الوقائية لتجنب حدوث الإصابة مستقبلاً.
التهابات الأذن:
التهابات الأذن عند الكلاب شائعة وقد تنجم عن عدة أسباب مثل العدوى البكتيرية أو الفطرية، التهيج الناتج عن تراكم الشمع، الحساسية، أو التهابات الجلد المجاورة. يمكن أن تتسبب هذه التهابات في أعراض مثل الحكة، الاحمرار، التورم، وإفرازات غير عادية من الأذن. من المهم الاعتناء بنظافة أذن الكلب والتحقق منها بانتظام للتأكد من عدم وجود تهيج أو إصابة. في حالة ظهور أي علامات على التهاب الأذن، يجب استشارة الطبيب البيطري لتقديم التشخيص الدقيق ووصف العلاج المناسب، وقد يشمل ذلك تنظيف الأذن بشكل صحيح ووصف الأدوية المضادة للالتهابات أو المضادة للبكتيريا.
الالتهابات المعوية والهضمية:
تشمل مجموعة متنوعة من الحالات التي تؤثر على الجهاز الهضمي للكلب. قد تنجم هذه الالتهابات عن العدوى بالبكتيريا أو الفيروسات، التهيج الغذائي، الحساسية الغذائية، الطفيليات، أو الأورام الهضمية. تتضمن الأعراض شعور الكلب بالغثيان، القيء، الإسهال، فقدان الشهية، والتقيؤ المتكرر. من المهم توفير التركيبة الغذائية المناسبة للكلب والتأكد من نظافة الماء والطعام، بالإضافة إلى التطعيم المنتظم والعناية بصحة الكلب عمومًا. في حالة ظهور أي من هذه الأعراض، يجب استشارة الطبيب البيطري للحصول على التشخيص الدقيق ووصف العلاج المناسب، والذي قد يشمل تقديم العلاج الدوائي وتغييرات في النظام الغذائي.
الأمراض القلبية:
توجد عدة أمراض قلبية تصيب الكلاب، وتشمل بعضها الحالات الوراثية والأمراض المكتسبة. من بين هذه الأمراض:
- التهاب القلب (Myocarditis): التهاب عضلة القلب يمكن أن ينجم عن العدوى الفيروسية أو البكتيرية، ويمكن أن يسبب ضعفا في عملية ضخ الدم.
- تضخم القلب (Cardiomegaly): زيادة في حجم عضلة القلب، وتعتبر هذه الحالة عرضاً لعدة أمراض قلبية أخرى.
- تضيق الصمام (Valvular Stenosis): يحدث نتيجة لتضيق أحد الصمامات في القلب، مما يؤدي إلى صعوبة في تدفق الدم.
- انسداد الصمام (Valvular Insufficiency): تعاني الكلاب من عدم قدرة الصمامات على إغلاق الفتحة بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تسرب الدم في اتجاه غير طبيعي.
- توسع القلب (Cardiomyopathy): حالة تصيب عضلة القلب مما يؤدي إلى ضعف في عملية ضخ الدم، وتشمل أنواع مختلفة مثل توسع القلب الانتروجيني وتوسع القلب الانفصامي.
- القسطرة القلبية (Heartworm Disease): حيث يتسبب ديدان القلب في العدوى بإصابة القلب والشرايين، مما يؤدي إلى تضخم القلب وفشله.
- تشوهات القلب الخلقية (Congenital Heart Defects): عيوب في بنية القلب التي تكون موجودة منذ الولادة، مثل انسدادات الصمامات أو اختلال في توزيع الشرايين.
- التهاب السحايا القلبية (Endocarditis): التهاب في الغشاء الداخلي للقلب والصمامات، قد يكون ناتجًا عن العدوى بالبكتيريا.
من الجدير بالذكر أن علامات الأمراض القلبية عند الكلاب تتنوع وتشمل ضيق التنفس، الكحة، الخمول، فقدان الوزن، والتعب. في حالة ظهور أي من هذه العلامات، يجب على أصحاب الكلاب استشارة الطبيب البيطري للتقييم والعلاج المناسب.
أمراض الجهاز التنفسي:
تشمل مجموعة من الحالات التي تؤثر على الأنف والحنجرة والقصبات الهوائية والرئتين. تشمل هذه الأمراض التهابات مثل البرد والإنفلونزا الكلبية، والتهاب الشعب الهوائية، والتهاب الجيوب الأنفية. قد تسبب هذه الحالات أعراضًا مثل السعال، وضيق التنفس، وإفرازات الأنف المتكررة، وعسر التنفس. من المهم توفير بيئة نظيفة وصحية للكلب والابتعاد عن التدخين والمؤثرات البيئية الضارة. في حالة ظهور أي من هذه الأعراض، يجب استشارة الطبيب البيطري للحصول على التشخيص الدقيق وتوجيه العلاج المناسب، والذي قد يشمل العلاج الدوائي والراحة والرعاية الشخصية.
الأورام السرطانية:
الأمراض السرطانية عند الكلاب تشمل مجموعة متنوعة من الأورام الخبيثة التي تنشأ من أنسجة مختلفة في الجسم. من بين هذه الأورام: سرطان الجلد، وأورام الغدة اللمفاوية، وسرطان العظام، وأورام الأعضاء الداخلية مثل سرطان الكبد والرئة والكلى. تظهر الأعراض المتعلقة بالسرطان بشكل متنوع وتعتمد على نوع وموقع الورم، وقد تشمل فقدان الوزن، وضعف الشهية، وظهور كتلة أو تورم، وتغيرات في السلوك والنشاط. من المهم تقديم الرعاية الصحية الجيدة للكلب والمراقبة الدورية للعلامات الغريبة. في حالة الاشتباه بوجود سرطان، يجب استشارة الطبيب البيطري للحصول على التشخيص الدقيق وتحديد العلاج المناسب الذي قد يشمل الجراحة، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، والرعاية الداعمة.
أمراض العيون:
- التهابات العين (Conjunctivitis): تصيب هذه الحالة الغشاء المخاطي الذي يغطي الجفون والسطح الأمامي للعين، وقد تكون ناتجة عن التهابات بكتيرية أو فيروسية أو جرثومية.
- التهاب القرنية (Keratitis): يتسبب في تورم وتهيج القرنية، وقد يكون بسبب جروح أو التهابات بكتيرية أو فيروسية.
- الجلوكوما (Glaucoma): حالة تتسم بزيادة ضغط السائل داخل العين، وتؤدي إلى ضرر في العصب البصري وفقدان البصر إذا لم تُعالج.
- التقرحات القرنية (Corneal Ulcers): قد تحدث جروح في القرنية بسبب الإصابة أو الإصابة بالعدوى، وقد تكون هذه الحالة خطيرة وتتطلب عناية طبية فورية.
- تكون الجسيمات في العين (Foreign Bodies): يمكن للجسيمات الصغيرة مثل الغبار أو الرمل أو الشوكة أن تُسبب إصابات في العين تتطلب التدخل الطبي.
- تشوهات الجفن (Eyelid Abnormalities): مثل القروح أو الانتفاخات أو النمو الغير طبيعي.
- الالتهابات الداخلية للعين (Intraocular Inflammation): وتعرف أيضاً بالتهاب الملتحمة العالية (Uveitis)، وهي حالة تتسبب في التهاب داخل العين وتؤدي إلى ضرر في العين إذا لم تُعالج.
الأمراض المنقولة بواسطة القراد:
الأمراض المنقولة بواسطة القراد عند الكلاب تشمل العديد من الحالات الخطيرة التي ينتقلها القراد إلى الكلب عند لدغه. أحد هذه الأمراض هو داء ليشمانيا (Leishmaniasis) الذي يسببه طفيليات ليشمانيا. كما يُعرف أيضًا بمرض القراد التيكية (Tick-Borne Disease) الذي يشمل عدة أمراض مثل حمى لايم (Lyme Disease) وفيروس الانحلالي الفاري (Ehrlichiosis) والتهاب الكبد المنجلي (Babesiosis) والتهاب الدماغ الشوكي القرادي (Anaplasmosis)، وهي جميعها أمراض تسببها بكتيريا أو طفيليات معينة تنتقل عبر لسعة القراد.
تظهر أعراض هذه الأمراض بشكل مختلف وتشمل الحمى، والتعب، والفقدان في الوزن، والتقيؤ، والتشنجات، والتهاب المفاصل، وضمور العضلات. يجب على أصحاب الكلاب اتخاذ التدابير الوقائية من لسعات القراد، مثل استخدام المنتجات المضادة للقراد وتفقد الكلب بانتظام بعد الخروج لمناطق معرضة للقراد.
مشاكل في العظام والمفاصل:
- التهاب المفاصل (Arthritis): يمكن أن يحدث نتيجة للتآكل الطبيعي مع التقدم في العمر أو بسبب إصابات أو تشوهات. يتسبب الالتهاب في ألم وتورم وقد يؤدي إلى صعوبة في الحركة.
- تشوهات العظام والمفاصل (Bone and Joint Deformities): قد تكون وراثية أو تكون نتيجة للإصابات أو الأمراض مثل النقص التغذوي أو التهابات العظام.
- الكسور (Fractures): يمكن أن تحدث بسبب الإصابات أو الحوادث وتتطلب علاجاً فورياً ورعاية خاصة.
- التهابات العظام (Osteomyelitis): هي التهابات في النسيج العظمي، وقد تحدث نتيجة للإصابات أو العدوى بكتيرية.
- أمراض المفاصل التنكسية (Degenerative Joint Diseases): مثل تمزق الغضروف والتهاب المفاصل التنكسي وتصلب العظام.
- أمراض الديسك الفقري (Intervertebral Disc Diseases): تشمل انزلاق الديسك وانتفاخه وتمزقه، وتؤثر على العمود الفقري وقد تسبب ضغطًا على الأعصاب.
- التهاب الاربطة (Ligament Injuries): يمكن أن يحدث نتيجة للإصابات ويؤثر على القدرة على الحركة والاستقرار.
- أمراض النمو (Growth Disorders): مثل داء ليج-بيرث-كالفي-بيرث وأمراض النمو غير الطبيعية.
أمراض الأسنان:
تشمل تراكم الجير وتكوّن الجيوب اللثوية والتهابات اللثة وتسوس الأسنان وفقدان الأسنان. تسبب هذه المشاكل ألمًا وتهيجًا وقد تؤثر على صحة الكلب بشكل عام، كما قد تؤدي إلى مشاكل في التغذية والسلوك. من المهم تنظيف أسنان الكلب بانتظام وتوفير لعب العض الذي يساعد على تنظيف الأسنان. يجب أيضًا تقديم الفحوصات الدورية للأسنان من قبل الطبيب البيطري واتباع التوجيهات للعناية بالصحة الفموية لضمان صحة جيدة للفم والأسنان.
مشاكل الغدد الصماء:
مشاكل الغدد الصماء عند الكلاب تشمل اضطرابات في عمل الغدد الصماء التي تفرز الهرمونات المهمة للتوازن الهرموني في الجسم. من بين هذه المشاكل، الداء السكري، والتهاب الغدة الكظرية، وارتفاع مستويات الهرمونات الدرقية، وانخفاض إنتاج الهرمونات الجنسية. تظهر أعراض مشاكل الغدد الصماء بتغيرات في السلوك، والشهية، والوزن، والشعر، والنشاط الجسدي. من المهم مراقبة أي تغيرات في السلوك والصحة العامة للكلب واستشارة الطبيب البيطري في حالة الاشتباه بوجود مشكلة في الغدد الصماء لتقديم التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
السمنة:
السمنة عند الكلاب هي حالة زيادة في الوزن تنتج عن تناول كمية زائدة من الطعام مقارنة بالطاقة التي يستهلكها الكلب. تسبب السمنة مشاكل صحية مثل أمراض القلب والسكري والتهابات المفاصل وضعف الجهاز المناعي. من المهم توفير نظام غذائي متوازن وممارسة رياضة منتظمة للحفاظ على وزن الكلب في المستوى المثالي. في حالة السمنة، يجب استشارة الطبيب البيطري لوضع خطة علاجية تتضمن تغييرات في النظام الغذائي وبرنامج للتمارين الرياضية لتخفيف الوزن بشكل صحي وآمن.
التسمم:
التسمم عند الكلاب هو حالة يصاب فيها الكلب بتأثير سلبي ناتج عن تناوله لمواد سامة أو ضارة. قد تشمل المواد المسببة للتسمم الغذاء الفاسد، والمبيدات الزراعية، والمواد الكيميائية، والأدوية البشرية، والنباتات السامة. تظهر أعراض التسمم بشكل متنوع وقد تشمل القيء، والإسهال، والضعف، والتشنجات، وصعوبة التنفس، والارتفاع الشديد في درجة الحرارة. في حالة الاشتباه بتعرض الكلب للتسمم، يجب الاتصال بالطبيب البيطري على الفور للحصول على التوجيهات الضرورية. تُعد الوقاية من التسمم بالتأكيد أفضل من العلاج، وينبغي على أصحاب الكلاب الحفاظ على المواد السامة بعيدًا عن متناول الحيوانات الأليفة والتأكد من أن البيئة المحيطة بالكلب آمنة وخالية من المخاطر.
مشاكل الجهاز البولي:
مشاكل الجهاز البولي عند الكلاب تشمل مجموعة من الحالات التي تؤثر على الكليتين والمسالك البولية. من بين هذه المشاكل: التهابات المثانة والكليتين، وحصى الكلى والمثانة، وفشل الكلى، وارتفاع ضغط الدم، وتورم الكلية. تظهر أعراض هذه المشاكل بتغيرات في عادات التبول، والألم أو التورم في منطقة البطن، والدم في البول، وفقدان الشهية، والتعب. من المهم مراقبة نشاط وصحة البول للكلب والتحقق من وجود أي علامات غير طبيعية. في حالة الاشتباه بوجود مشكلة في الجهاز البولي، يجب استشارة الطبيب البيطري لتقديم التشخيص الدقيق والعلاج المناسب، والذي قد يتضمن استخدام الأدوية والتغييرات في النظام الغذائي والرعاية الداعمة.
مشاكل في الغدة النخامية:
مشاكل الغدة النخامية عند الكلاب تشمل اضطرابات في عمل الغدة النخامية التي تنظم العديد من الوظائف الهامة في الجسم مثل التوازن الهرموني والنمو ووظائف الغدد الأخرى. قد تشمل هذه المشاكل زيادة أو نقصان في إفراز الهرمونات النخامية، مما يؤدي إلى مشاكل صحية مثل نقص النمو، والسمنة، وتغيرات في السلوك والشخصية، وعدم القدرة على التكيف مع التغيرات البيئية. من المهم الكشف عن أي تغيرات في السلوك أو الصحة العامة للكلب واستشارة الطبيب البيطري لتقديم التشخيص الدقيق والعلاج المناسب، والذي قد يشمل العلاج الدوائي والتغييرات في النظام الغذائي والرعاية الداعمة.
يجب على أصحاب الكلاب أن يكونوا على علم بالعلامات والأعراض المحتملة لهذه الأمراض ويعملوا على الوقاية منها باتباع نظام غذائي صحي، وتوفير التمرين الكافي، والاهتمام بالنظافة الشخصية للكلب، بالإضافة إلى الاستشارة بشكل منتظم مع الطبيب البيطري للكشف المبكر عن أي مشاكل صحية والحصول على العلاج المناسب.
